...إِنَّ حَدِيثَنٰا یُحْیِی الْقُلُوبَ...
قال أبو محمد العسكري عليه السلام: أما قوله الذي ندبك الله إليه وأمرك به عند قراءة القرآن ” أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ” فان أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن قوله: ” أعوذ بالله ” أي أمتنع بالله ” السميع ” لمقال الأخيار والأشرار، ولكل المسموعات من الاعلان والاسرار ” العليم ” بأفعال الفجار والأبرار، وبكل شئ مما كان وما يكون ومالا يكون أن لو كان كيف يكون ” من الشيطان ” هو البعيد من كل خير ” الرجيم ” المرجوم باللعن، المطرود من بقاع الخير، والاستعاذة هي ما قد أمر الله به عباده عند قراءتهم القرآن، فقال جل ذكره: ” فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ” مَنْ تَأَدَّبَ بِآدَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَدَّاهُ إِلَى الْفَلَاحِ الدَّائِمِ، ومن استوصى بوصية الله كان له خير الدارين.